الثلاثاء، 31 مارس 2020

نحن وكورونا

تنويه هام قبل البدء : حديثي هنا ليس تمجيداً في فيروس كورونا أو تقليلاً من خطورته ، وإنما هو مجرد دعوة لرؤية الأمورمن زاوية أخرى أكثر إيجابية، ومحاولة لإبداء رأي آخر
أصبح الحديث عن فيروس كورونا (كوفيد-19) هو الشغل الشاغل للجميع في أنحاء العالم، ولا يكاد يخلو حديث بين اثنين من سؤال أو إخبار عن آخر التطورات بشأن كورونا
وأنا هنا ، أدلو بدلوي لكم عن فيروس كورونا ايضا .. ولكنني لن أتحدث عنه من ناحية علمية ، ولن أسرد لكم تلك الإجراءات الاحترازية التي يجب ان نتبعها لحماية أنفسنا و غيرنا منه ، وكل تلك المعلومات الروتينية التي أكادُ أجزم أنكم قد سمعتم وقرأتم منها الكثير والكثير حتى الآن
حديثي هنا هو نقلٌ لبعض من الأفكار التي راودتني ، وجعلتني أرى قليل من النواحي الإيجابية التي نتجت عن انتشار هذا الفيروس الذي قد أصبح ( جائحة عالمية كما صنفته منظمة الصحة العالمية ) ، فكما يُقال دائماً ” رُب ضارةٌ نافعة ” فلا يوجد شيءٌ سيء يحدث لنا إلا وحمل لنا بعض من الخير معه
بداية .. هذا الفيروس رحمة من الله تعالى ! نعم هو ابتلاءٌ في ظاهره ولكن في باطنه رحمة ، فعن أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. (رواه مسلم) إذا فكلُ ما يأتينا من الله تعالى هو خير أكيد
” فكم من شدةٍ محصت ذنباً ، ونبهت من غفلة ، وذكرت بنعمة ، وكم من محنة أعادت إلى الرحمن سبحانه وتعالى ، وأنقذت من الشيطان ” فيجب أن تكون هذه هي نظرتنا لتلك المحنة التي نمر بها الآن والتي حتماً سيأذن الله لها أن تزول في القريب العاجل
وأيضاً هذا الفيروس فرصة ! نعم فرصة .. فمن ضمن الاجراءات الاحترازية التي اتبعتها أغلب الدول للحد من انتشار العدوى أنها فرضت حظر تجول لعدد من الساعات خلال اليوم ، وهذا جعل الكثير من الناس يتذمرون بشأن الوقت الطويل الذي سيُجبرون على قضاءه في المنزل. بينما بنظرة أخرى نجد أن هذا الأمر هو فرصة لعمل الكثير والكثير من الأشياء التي كنا نغفل عنها في وسط انشغالنا في زحام الحياة ، والتي لم نكن نجد لها وقتاً في جدول أعمالنا الممتلىء
فهو فرصة لمن أرد أن يحفظ شيء من القرآن الكريم ولم يكن يجد الوقت لذلك ..وفرصة لمن يريد أن يُبحر بين صفحات الكتب ، وأن يقرأ من تلك العناوين التي قد أعد بها قائمة طويلة منذ زمن ولم يبدأ بأي منها حتى الآن
وفرصة للاجتماع مع الأهل ولم الشمل الذي كادت أن تمزقه مشاغل الحياة ، وفرصة لسد تلك الشروخ والتصدعات التي ظهرت في جدران بعض الأسر ، وتحسس مواطن الضعف في علاقتنا الأسرية وتقويتها
وفرصة للخلوة مع الله .. نعم للحديث معه والرجوع إليه والبدء من جديد ، فالله تعالى يقول في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي ) فلما لا نجعل ظننا بالله حسن ، ونعتبر ما يحدث لنا الآن هو بمثابة تنبيه ودعوة للعودة لله مرة أخرى بعد أن حِدنا كثيراً عن طريقه وفقدنا لذة الاتصال به سبحانه وتعالى
وأخيراً .. هذا الفيروس هو إنقاذ ! وتلك فكرة طريفةٌ قد خطرت لي و وجدت بها بعضاً من الصحة ..لربما تتسألون كيف يكونُ إنقاذ وهو قد أزهق من الأرواح حتى لحظة كتابة هذه التدوينة ما يقارب 41,475 شخص ، هو ليس إنقاذ لنا ولكنه إنقاذ للمكان الذي نعيش فيه جميعاً
فبينما يهجم هذا الفيروس على أجسامنا وتحديداً رِئاتنا ويُدمرها فهو قد سمح لرئة كوكب الأرض بالتنفس قليلاً ، فحظر التجول الذي قامت به أغلب الدول ترتب عليه تقليل نسبة استخدام المواصلات ، وأيضاً إيقاف تشغيل الكثير من المصانع حتى إشعار آخر وهذا ساهم بشكل كبير في تقليل انتشار بعض من الغازات السامة في الهواء مما وفر الآن هواء نقياً نسبياً يُمكن أن ننعم به من نوافذ وشُرفات منازلنا
ولو تأملنا أكثر سنلتمسُ جوانب إيجابية أخرى بين طياتِ هذه المحنة .. فأعودُ لأختم بما بدأت به .. لتكن لنا نظرةٌ بزاوية مختلفة ، فالحياة ستمضي بكورونا وبغيره ونحن من نحدد كيف سنجعلها تمضي .. وهذه المحنة زائلةٌ لا محالة بمشيئة الله تعالى ، لذا فلننتهز هذا الوقت الراهن بما يعود بالنفع علينا وعلى غيرنا ، لنخرجَ بمشيئة الله من هذه المحنة ونحن نسخةٌ جديدة منا وقد جعلنا الأثر العائد علينا مما مررنا به أثرٌ حسن ونافع
ولمساعدتكم قليلاً تجدون في صفحة تصاميمي في قسم الإنفوجرافيك تصميم بعنوان أفكار لقضاء الوقت في المنزل يحتوي على بعض الطرق التي تساعد على قضاء وقت ممتع ومفيد أثناء فترة الحجر المنزلي ، ويمكن لكل منكم إعداد قائمته الخاصة ويضع بها كل ما يُحب ويتناسب معه
دُمتم بود .. وحفظكم الله تعالى من كل مكروه

الأحد، 22 مارس 2020

و كِبرت سنه



اليوم .. وفي تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً .. أتممتُ عامي الثاني والعشرين
فكلُ عامٍ وأنا بخير جداً
كلُ عامٍ وأنا أفضل
كلُ عامٍ وأنا أقوى
كلُ عامٍ وأنا سندٌ لي وملجأٌ يأويني
كلُ عامٍ .. وأنا معي

اليوم كبرتُ .. وكبرت معي أحلامي
اليوم أَفَلَتْ صفحة من كتاب حياتي
وبدأتُ اخط أولى السطور في صفحة جديدة
وشرعتُ أخطط لعامٍ جديد من عُمري
مليءٌ بما أحب .. كما آمل ، وقليل به ما أكره .. كما أتمنى

فاللهم إني استودعتك عاماً مضى من عُمري .. فأغفر لي ما كان فيه
و اجعل القادم أجمل وألطف
وحقق لي ما أتمنى
وأكتب لي الخير أينما كنت، ثم أرضني به .. يا رب

الجمعة، 20 مارس 2020

إلى قلبٍ مُحطم

سلامُ عليكَ يا من حاولت .. وتُحاول حتى أُنهكت وتَعِبت
سلامٌ عليكَ يا من بذلتَ حتى حُطمت .. ولم تجد من يُلملم حُطامك ويجمعهُ سوياً مرةً أخرى
فهاكَ حديثي لعلهُ يكون برداً وسلاماً عليك ، ولعلهُ يُصلحك ويجعلُ الحياةَ تَدب فيك من جديد

عَطشٌ أنت ؟
تُريد أن ترتوي لتحيا ؟
إذاً ماذا هناك غير كتاب الله ليكون خيرَ دواءٍ لك
ألم تأتك رسالةُ الخالقِ اللطيف بنا مُسطرة في كتابه ؟
ألم تقرأ ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) ؟
ماذا غير كلام خالقك وصانعك ومدبر أمرك يكون دواء لك ؟ من عساه يفهمك ما بك غير من وضعه بك ؟فأنت يا صاحبي عطشٌ ، لذلك كل ما في هذا الكتاب جاء ليحيك من جديد وليبث فيك النبض مرة أخرى
وهذا دواؤك الأعظم

وأيضاً .. هناك دواءٌ آخر قد يعيد لك رمق الحياة
أن تتفقدَ أحبابك .. أولئك الذين أنستكَ مُجريات حياتك أن تسأل عن أحوالهم وتلتمسُ حاجاتهم وتُعينهم على قضائها ، فتفقد أرحامك وأعد حبال الوصل بينكم .. فهذا من شأنه أيضاً أن يرويك ويمد العون في ترميم ما حل بك من دمار

وأخيراً وليس آخراً .. دع الأملَ يُعشعش بكَ ، فهو خيرُ ترياقٍ تتسلحُ به في وجه هذا الحطام كي لا يعاودك مرة أخرى
وأعلم دائماً انه مهما طال ليلُك ففجرُك قادمٌ لا محال
وأن الله سَيزهِرُكَ ولو بعد حين