الأحد، 15 سبتمبر 2019

نداء مفكرتي


منذ أكثر من شهرين لم تطأ يداي قلم ..
ولم تداعب صفحات مفكرتي ..
كنت كمن عقدت هدنة صامتة غير مسبوقة مع الكتابة ..
لتصيبني الآن حمى فقدانها ..
فلم أعتد يوماً أن أفضي بما في داخلي سوى لتلك الأسطر التي تحتويني بينها ..
والتي كانت تستقبلني دائما فاتحةً ذراعيها كأمٍ حنون تدعوني لأرتمي بين أحضانها وأبث كل ما يعتلي روحي من آلام ..
كنت أترك قلمي ينزف عليها بلا هوادة ولا رحمة ..
منذ اللحظة التي أخط فيها أول حرف ..
وحتى أضع القلم لاهثة من عبء ما كنت أكتب ..
تصيبني حمى فقدانها فتؤرق منامي ..
وتمنع النوم من أن يزورني لليالٍ طويلة ..
أكاد أسمعها تناديني من مخبئها بذاك الرف السفلي في مكتبتي ..
تتحرش بي كي أنفض عنها غبارها وأحدثها بما أوشك أن يفتك بقلبي ..
أنظر إليها طويلاً ..
تكاد يداي تمتد إليها ..
ولكنني أقاوم تلك الرغبة الملحة في التقاطها ..
أرسل لها تنهيدة طويلة ..
تشعر بي ..
فتطاطأ أسفاً على حالي ..
وتلوح لي لتذكرني بأنها دوماً هنا من أجلي إن أنا احتجت لها ..
وتتمنى لي نوماً هادئاً ..
وهي تعلم كما أعلم أن أمنيتها تلك ستظل معلقة إلى إشعار آخر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم يسعدني