الأحد، 15 سبتمبر 2019

لماذا نكتب ؟


لماذا نكتب ؟
أترانا نكتب لنعيش أكثر من حياةٍ لم يقدر لنا عيشها يوماً ؟
أم نكتب لننثر حزناً قد أصبح عبئاً على الروح حمله ؟
أم نكتب لنُرسي بعضاً من سفن الذكريات على ميناء الأحرف علها تظل صامدة في وجه أعاصير النسيان ؟
أم ترانا نكتب لنصنع خلوداً أبدياً لهؤلاء الذين فارقونا يوماً وقد أخذهم الموت منا غفلة ؟
أو أننا نكتب لنرثي الذين ماتت فيهم نسخةً قد أحببناها يوماً وحلت مكاناها الآن نسخةً مشوهة لا تمت لتلك الأولى بشيء ؟
أم نحن نكتب لنرضي جزء من كبرياءنا الذي كدنا نفقده عندما لم تجروء ألسنتنا أن تقول ما نكتب ؟
أو أننا نكتب لأننا لا نستطيع أن نصمد أمام صفحة بيضاء نقية دون أن نفقدها عذريتها بجرة قلم وبعض من الحبر ؟
لو أكملت في سرد تلك الرغبات السرية التي تدفعنا دفعاً قوياً كي نكتب لأنقضى الدهر قبل أن أنتهي من سردها ..
ولكن ما أنا على يقين منه أن كل من قرر الكتابة يوماً هرباً من الحياة .. قد عاش من الخيبات ما يكفي ان يجعله يتخذ من الأحرف متنفساً له ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم يسعدني