الثلاثاء، 18 فبراير 2020

بين دفتي كتاب

كان المقهى مُزدحماً بالكثير
هذا يجولُ بعينيهِ بين الفتيات
وذاك منشغلٌ بمراسلةِ إحداهُن على هاتِفه
وذا يضحكُ بسذاجةٍ مع أصدقائِه
ووقعت عينايَ عليه
كان هو يختلفُ عنهم
تُحيطُ به هالةُ قدسيةٍ جعلت نظري يتجهُ إليهِ دونَ مُقاومةٌ مني
ٌلقد كانت وسامتهُ عادية
ٌمظهرهُ بسيط
قليلُ الحديث
شِبهُ انطوائي
وبالرغمِ من ذلك أسرني منذُ النظرةِ الأولى
ٍوقعتُ في فتنتهِ ما إن رأيتُه بصحبةِ كتاب
نعم .. كتابٌ كان يُجالسُه كما لو كان بصُحبةِ صديقٍ عزيز
يُقلبُ صفحَاته بحذرٍ شديد يكادُ ان يكونَ حناناً مفرطًا
نعم
لقد كان سيدُ كل من في المقهى حينها
جعلني أطمئنُ بأن هُناكَ أحدٌ ما لازالَ شغوف بحملِ ومجالسةِ كتابه اثناء احتسائهِ لقهوته في مكانٍ عام
أطمأننتُ لكونِ ان يد السطحية والسذاجة لم تطالهُ بعد
وفجأةً رفع رأسه
وابتسم لي على حينِ غرة
اشحتُ بنظري بعيدًا عنه
لم أكن أعلم ان ابتسامتَهُ تلك سوف تكونُ قصةٌ لكتابٍ جديد
قصةٌ ستبدأُ وتنتهي بين دفتي كتاب
قصةُ ستُكتب وتُحفر في ذاكرتي قبل ان تُخلد على الورق
قصةٌ سيقرأها ذات يوم
في نفس المقهى
وعلى نفس المقعد
دونَ ان أكونَ أنا حاضرةٌ حِينها
ودونَ أن يعلمَ انهُ المعنيُ بِها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم يسعدني