الخميس، 1 أغسطس 2019

كلمة عن الحرية


داعبتني في الآونة الأخيرة بعض الدوافع لكي أكتب عن الحرية .. ولا أعرف لما أطلت تلك الكلمة بين أرجاء عقلي .. لربما لأني أراها تلك الطفلة التي ما لبثت أن ولدت من رحم الحياة حتى وُإِدت ودفنت في قبر المجتمع .. نعم ذلك المجتمع الذي سادته نزعة الديكتاتورية وانتفت من ملامحه جميع مظاهر الديموقراطية ..

مجتمع طغت على أفراده ( وخصوصا الذكور منهم ) طبيعة أيدولوجية قحة .. أصبحت تجري منهم مجرى الدم من الشريان .. وأنافي في تشبيهي هذا القاعدة المعتادة في وصف جريان الدم في الوريد ، لأن ما يجري في الوريد هو ذلك الدم الذي ينبذه الجسم فيعود به الوريد إلى القلب ليبدأ دورة جديدة .. في حين أن الشريان هو ما يحمل ما قد تشبع به القلب ويضخه إلى سائر البدن فيحيا به بعد مشيئة الله تعالى .. فهذا هو أقل ما استطيع ان اصف به ذكور هذا المجتمع الذي اعيش به ، هؤلاء الذين قد أشبعت قلوبهم بالايدولوجية وعشعشت في عقولهم الديكتاتورية ..

مجتمع نادى بسيادة الرجال على كل امرأة بل وفي بعض الأحيان على كل رجل أخر يقع تحت سيادتهم . يستعبدون من هم دونهم ونسوا بأننا جميعا عباد الله وحده .. والله وحده من يصفنا بأننا عباد له . يشبعون رغبات النقص لديهم بانتقاص من هم دونهم و وأد طموحاتهم واحلامهم .

أتحدث عن مجتمع اصبح البعض من أفراده ينادون ويتحدثون باسم الديموقراطية وهي بريئة منهم فهم أعتى ما يكون في الديكتاتورية ، والبعض الآخر يصيحون بالكمال وقد نسوا بأن الكمال لله وحده . ولا أغفل ايضا عن تلك الثلة التي تعظ الناس بما لا يعظون ذاتهم بربعه.

لربما يظن من يقرأ كلماتي من الوهلة الأولى بأني أنادي بحقوق المرأة ، أو قد يعتقد البعض بأني أضم صوتي لتلك القلة المندسة تحت مسمى (الليبرالية) والذين ينادون بتحرر المرأة وبتطبيق المساوة بين الرجل والمرأة .. كلا وحاشا ، فكل ما أفعله هو أني أجتر بعض من المرارة التي تتجرعها المرأة من بعض أفراد مجتمعنا الشرقي .. الذين حرموها من أبسط الحقوق التي أباحها لها دينها . وقد جعلوا من المرأة الآن سلعة تبقى ملك لرجل طوال حياتها سواء كان أبيها او زوجها .. جعلوا منها دمية خشبية تحركها خيوط من يعولها دون ان يكون لها الحق بأن تعترض او تناقش او حتى يسمع لها رأي .. أفراد قد فسروا قوله تعالى ( الرجال قوامون على النساء ) بما وافق أهوائهم وقد أخذوا من الدين ما يشبع رغباتهم والدين بريء منهم  إلا من رحم ربي .

إن الحديث في هذا الموضوع هو بحر واسع ويجعل قلمي ينساب بلا رحمة بين موجاته ، فإنِي أقسم برب هذا القلم ان لا يهدأ لي بال حتى أرى المرأة تعود من جديد لمكانتها التي تستحقها . وان يسمع صوتها ويؤخذ برأيها ويكف رجال هذا المجتمع عن قمع حريتها ووأد حياتها .. أختم كلماتي بفاصلة ليعلم كل من يقرأها بن هناك ما سيأتي ولن يقف سيل الكلمات عند هذا الحد ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رأيكم يسعدني